التعايش السلمي يجب حمايته
نظرا لتزايد الاعتداءات الإجرامية على عدد من الدول الأوروبية ، وآخرها ما شهدته العاصمة النمساوية فيينا ،والتي راح ضحيتها عدد من الأبرياء ، تستنكر منظمة إنسان لحقوق الإنسان والسلام في ألمانيا هذه الأعمال اللاإنسانية من قبل المتعصبين الدينيين المتطرفين وتعلن وقوفها الصادق ضد هذه الجرائم اللا إنسانية وتعزي اسر الضحايا وذويهم.
تدعو منظمة إنسان إلى التعايش السلمي بين جميع الثقافات والأديان وتنوع الناس. ولكن يجب على الجميع حمايتها ويجب أخذ كل تهديد على محمل الجد. لأن الكراهية والتحريض سرعان ما يتحولان إلى جريمة ، كما أظهرت آخر الأعمال في فيينا. يجب أن تكون الحكومات والمؤسسات الدينية والمراكز الثقافية مسؤولة عن تقديم مساهمتها الفعالة في التعايش السلمي.
من واجب ومصلحة الدول الأوروبية ، في هذه الأوقات الصعبة ، أن تتحلى بقدر كبير من الحكمة وأن تعمل على مسؤوليتها لمكافحة جميع أشكال العنف والتطرف دون التعامل مع الانتماءات الدينية أو العرقية. وهكذا تفي المجتمعات بواجبها كمجتمعات ذو ثقافات مختلفة وفي إطار التنوع البشري.
نحن في منظمة إنسانية نشعر بالقلق حيال الإدلاء بتصريحات يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على الحفاظ على النسيج الاجتماعي في أوروبا ، حيث يوجد خطر زيادة الاعتداءات الجسدية أو النفسية على جزء من المجتمع الأوروبي وهذا يساهم في زيادة حملات الكراهية. كما ندعو دول الاتحاد الأوروبي إلى الحفاظ على تراثها الديمقراطي وقوانينها التي تحمي الحقوق والحريات ، بما في ذلك حرية الأديان.
تنصح منظمة إنسان الدول الاوربية بمراجعة العلاقات مع الدول المصدرة للتكفيريين (المتعصبين الدينيين المتطرفين) ، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي تعد مصدر الأفكار الإيديولوجية الفتاكة ومنها ياتي الدعم المالي للعديد من الجماعات المتطرفة في أوروبا ووقف كل أشكال التعاون العسكري معهم ، بما في ذلك بيع الأسلحة التي أودت بحياة آلاف من المدنيين في الحرب على اليمن وما سببه من معاناة إنسانية هي الأكبر في القرن الحادي والعشرين ، كما صرحت به الأمم المتحدة.
نحن نؤمن بأنه لا مناص من الحفاظ على الانسجام والتجانس الاجتماعي ، وتقيل الآخر واحترامه ، والانطلاق في الأحكام من منظور إنساني يحفط للجميع كرامتهم الإنسانية.